
بقلم / عبدالرحمن مراد
في تأريخِ العرب الجدَلي مساراتٌ لا يمكنُ القفزُ على حقائقها الموضوعية، فالذي يحدُثُ اليومَ لا يمكنُ فصلُه عن سياقه التأريخي، فنَجْدٌ كانت تُكِنُّ عداءً شديداً لعرب الجنوب؛ شعوراً منها بحالات قهرية، أَوْ شعوراً بقيمة مفقودة، وقد توالت قصصُ التأريخ ومآسيه في هذا الباب، فقصةُ عبد يغوث الحارثي التي خلّدتها بكائية الشهيرة “ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا” ليست إلا حلقة في سياق سلسلة طويلة من الأحداث تبدأ من العصر الجاهلي وتمر بالعصر الإسْلَامي، ولا تحط الرحالَ عند القصص التي ترويها كتبُ الأخبار في العصر الأموي، بل تواصل المطايا السيرَ إلى العصر العباسي، وعصر الدويلات، وُصُـــوْلاً إلى العصر الحديث الذي شهد حادثة “تنومه”، والصراع بين الإمام يحيى وعبدِالعزيز، ولعل الذاكرة الشعبية اليمنية تختزن الكثير من الأحداث عن جيش عبدالعزيز الذي اجتاح تهامة حتى وصل الحديدة، وكيف تعامل مع أهل اليمن، وهي قصصٌ تتحدث عن حقدٍ دفين، وسلوك متوحش، كتب عنه البعضُ وأغفلته السلطاتُ؛ لأسباب سياسية في جل العقود الماضية، وجل ما هو مكتوب لم ينشر بل ما يزال مخطوطاً، ولعلَّ في نشره وبعثه بياناً للحال الذي عليه النظام البدوي العشائري السعودي، فهو نظام يمتد من جذر تأريخي لا يكادُ ينفكُ عنه في أية مرحلة.
اقراء المزيد